كوش اصل الحضارة

كوش اصل  الحضارة
kush origin of civilization

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

السودان ... التاريخ والحضارة



السودان ... التاريخ والحضارة
ظل السودان وعلى مدار تاريخ البشرية منارةً حضارية تتكي على ارث حضاري ضارب في القدم كان له قصب السبق في رفد الانسانية بحضارات ضاربة في عمق التاريخ فأول مستوطنة بشرية في العالم كانت في العفاض واقدم الفخار كان في صاي وغيرها من الاسبقية تبلورت هذه الثقافات والوجود البشرى الى 4 ممالك حضارية قبل الميلاد
1/ مملكة تاسيتي (أرض القوس) :- في الالفية الرابعة قبل الميلاد وفي اقصى الشمال السوداني وفي المنطقة التي تغمر جزء كبير مناراضيها مياه تعلية خزان اسوان خرجت للوجود اول مملكة افريقية قبل نشوء عهد الاسرات في مصر (الحضارة الفرعونية) هذه المملكة كانت حاضرتها في قسطل وفي وادي حلفا حيث وجدت في مقابرها الرموز الاولى لكتابة اللغة الهيرغلوفية قبل ان تكتب لاحقا في مصر ووجد ايضا بها التيجان الملكية التي لبسها لاحقا ملوك مصر والسودان.
في تاسيتي من خلال قطع اثرية هي مباخر حملت نقوشاً تختص بشعارات ملكية غير 
 مسبوقة باي زمان. حملت المباخر رسوماً لواجهة قصر " رمز السلطة " مع سرخ 
 او خرطوش ملكي " وهو دائرة بيضاوية الشكل يتم كتابة 
 الاسماء الملكية عليها. بداخل الخرطوشة تم رسم الصقر 
 حورس كرمز للملك. فيما بعد استمر هذا اتقليد " رسم اسم الملوك داخل الخرطوش " خلال كامل عصور الملكية
الفرعونية .
2/ مملكة كرمة (كوش الاولى) : 2500- 1500 قبل الميلاد
في مدينة كرمة الحالية وعلى مكان غير بعيد من الشلال الثالث قامت مملكة كرمة التي تعتبر اقدم مدينة جنوب الصحراء وكانت عاصمتها مدينة كرمة الحالية ومن اشهر معالمها الباقية على مر الازمان مبنى الدفوفة الغربية والدفوفة الشرقية ودكي قيل
من اشهر ملوك كرمة الملك ندح الذي قام ببناء الدفوفة الغربية الذي يعتبر حصنا او موقعا دينيا لاهل كرمة قديماً من ضمن معثورات كرمة العنقريب السوداني الذي يوجد حاليا بالمتحف القومي وعاصرت كرمة عدد من الممالك السودانية القديمة حيث سقطت كرمة في عام 1500قبل الميلاد حيث تم اشعال النيران في الدفوفة الغربية.
3/ الامبراطورية الكوشية (مملكة نبتة) 1000 قبل الميلاد الى 300 قبل الميلاد
في الالفية الاولى قبل الميلاد وبالقرب من كريمة بمنطقة الكرو خرجت للوجود مملكة نبتة التي جعلت من البركل المقدس عاصمة لها ومنها خرج الملك بعانخي لاستعادة حكم مصر من قبائل الليبيين وفيها حارب ابنه الملك تهارقا الاشوريين وفرض الجزية على القدس وفيها حرق الملك شباكا المتمرد بوخوروس حياً بالنار وفيها كانت اعظم نهضة لقدماء السودانيين حيث بلغ اتساعها البحر الابيض المتوسط والقدس وكانت اقوى امبراطورية عسكرية وعلمية في زمانها وفيها جرت اول انتخابات في العالم (القرن السادس قبل الميلاد) بواسطة الملك اسبلتا حفيد بعانخي وتهارقا  من اشهر معالمها اهرامات نوري حيث دفن عظيم كوش الملك تهارقا واهرامات الكرو حيث دفن بعانخي واهرامات جبل البركل والمعابد الامونية على طول النيل
4/ في القرن الثالث قبل الميلاد جاء لمملكة نبتة ملك قوي ثائر اسمه اركماني رفض توجيهات الكهنة وتغولهم على السلطة السياسية فسن اول فصل للدين عن الدولة في التاريخ ونقل العاصمة من نبتة الى مروي القديمة (كبوشية) وبدا عهد مملكة مروي التي اشتهرت بحكم الكنداكات مثل الكنداكة اماني ريناس التي حاربت الرومان وكذلك تمت كتابة اللغة الكوشية (المروية) التي لم تفك الكثير من كلماتها الى الان وفي مملكة مروي عرف اول صناعة للحديد في افريقيا (800 قبل الميلاد) وانشئ مرصدا فلكياً لمراقبة النجوم والفيضان وعرفت بفنها الجميل في صناعة اجمل فخار في العالم (فخار قشرة البيضة)
سقطت مروي في القرن الرابع الميلادي لتكون اخر منارة من منارات الحضارة السودانية القديمة (ممالك ما قبل الميلاد) بعد ان رفدت العالم القديم بالفنون والعلوم .
من اشهر معالمها النقعة والمصورات والمدينة الملكية بكبوشية واهرامات البجراوية الشهيرة وقصر الملكة اماني شاخيتو بمنطقة ودبانقا
كانت حدودها شمالا تضم مدينة اسوان وجنوب الاقصر

اللغة المروية **** لغة مملكة كوش ***

اللغة المروية
لغة مملكة كوش
مجلة تاسيتي
اللغة المروية هي اللغه التي تخاطب بها قدماء السودانين (الكوشيين) في منطقة مروي الى المحرقه(خط عرض حلايب) شمالاً على أقل تقدير. وقد تحدث بها ملوك وشعب نبته وإن لم يكتبوها. أسماء ملوك نبته تأخذ معاني وقواعد اللغة المروية مثل إسم الملك (كاشتا) أو كاشتو والذي يعني حرفياً، الكوشي(عبدالقادر محمود اللغة المروية 1986 ص 29).
 لا يعرف بالتحديد تاريخ ظهور الخط المروي ولكن أقدم أثر للخط المروي حتى كتابه هذا المقال هو إسم الملكة شنكدختو الذي كتب بالهيروغليفيه المرويه ويعود لأواخر القرن الثاني قبل الميلاد في حين أن أقدم نص مكتشف حتى الآن بالأحرف المروية المختزلة هو نقش الملك تانيدأماني (Tañydiamani) الذي يعود إلى أواخر القرن الثاني قبل الميلاد أيضاً .
 يقول عبد القادر محمود من البديهي أن نظام الكتابة يحتاج لعقود من التجربة حتى تصل لدرجة النضوج لذلك الاتجاه السائد لدى العلماء أن الأبجدية المروية أسبق من فترة الملكة شكندختو بعقود، بل ذهب كلود ريلي (Claude Rilly) الى القول بأن المروية هي لغة مملكة كرمه حيث يقول رايلي أنه في منتصف الألفيه الثانية قبل الميلاد بدا أن اللغه المرويه هي لغه المخاطبة عند الكوشيين المعروفين للنظام الهكسوسى الذي كان يحكم مصر حينها حيث كان الكوشيين في كرمه حلفاء للهكسوس في ذلك العهد وحيث ذكرت برديه قولنشيف (Papyrus Golenischeff) من الفيوم بأسماء لديها أصول لغويه تعود للغه المرويه . ويضيف بوب (Jeremy Pope) على أن تخاطب ملوك الأسره الخامسه والعشرون باللغه المرويه هو ليس تأكيد لأصل سلالتهم من مروي فقط بل من كرمه أيضاً حيث كانت اللغه المرويه لغه التخاطب للافية الثانية قبل الميلاد على أقل تقدير.
اللغه المرويه وأصل التسميه
تمت تسميه اللغه المرويه بهذا الإسم من قبل عالم المصريات الألماني بروقش (Heinrich Karl Brugsch) لمجرد أن أولى النقوش التي جمعت لها كانت من منطقه مروي القديمه (البجروايه) و هذا أدى للخلط بين اللغه المرويه كمسمى وبين فتره الحكم المرويه. فاللغه المرويه أحرى أن تسمى اللغه الكوشيه او اللغة السودانية القديمة كما اسمها عبد القادر محمود ومن بعد تبعه كلود ريللي ملحقا هذه التمسية بمسمى اللغة المروية
بعد محاولات عديدة نجح عالم المصريات الفذ الويلزي غرفث في  ١٩٠٩٩م من فك شفرتها وقراءة كلماتها وفك بعد مفرداتها، حيث تم فك  الخط المروي التصويري (الهيروغليفي) والمختزله بواسطة قرفث (F.L.I Griffith) عن طريق أسماء الملوك المرويين الذين كتبت أسماءهم بالهيروغليفيه المصريه والمرويه . وقد توصل قرفث أيضاً إلى معرفه وتحليل القواعد النحويه للغه المرويه مما أدى إلى معرفه معاني كلمات مرويه كثيره وكلمات مستعاره من اللغه المصريه القديمه. وبإستشهاد بهذه الكلمات المستعاره من المصريه, توصل بريس (Priese 1968b) إلى أن هذه اللغه كانت مستخدمه في عهد المملكه المصريه الجديده.
توصل هنتز (Hintze 19555) على أن اللغه المرويه ليست ذات أصول أسيوأفريقيه وأنه لاتصنيف لها وأنها قد تعود لأصول اللغات السودان الشرقيه. و ذهب إلى أن لربما تكون هنالك علاقه بين اللغه المرويه واللغه النوبيه القديمه. لكنه توصل لاحقا الى أنه لاتوجد أي علاقه أو أصول لغويه بين اللغه المرويه واللغه النوبيه القديمه على الرغم من تداخل بعض الكلمات. وذكر بأن المعرفة الحاليه بمجموعه لغات شرق السودان لا تدل على أي علاقه لغويه بينهم وبين اللغه المرويه (Hintz 1989).
 على الرغم من فك شفره العديد من النقوش المرويه ومن بينها نقوش الدكه والحمداب للكنداكه أماني ريناس، لكن تظل اللغه المرويه غير مفكوكه بالكامل.
طبيعة الكتابة المروية:
 يعتبر المرويون ثاني أمة في افريقيا بعد عهد الأسرات في اختراع نظام الكتابة فالمروية تتكون من 23 حرفاً بالاضافة للفاصلة :
 ولقد إنقسم الخط المروي لنوعيين
المروية ذات الحرف المختزل وهو استخدام حروف خاصه مبسطة لكتابة الكلمة المروية وتخط من اليمين لليسار كالعربيه
المروية التي تستخدم التصاوير والخطوط المصرية القديمة هيراطيقي هيرغلوفي
وبواسطة غرفث تم تحديد معاني كثير من المفردات وهذه أمثله:
مك تعني سيد او رب
أتو تعني ماء
أت تعني خبز
ملو تعني طيب وحسن
مخ تعني كثير
لخ تعني اول او عظيم
كدي تعني سيدة او امراة
كذلك حدد الاسماء القديمة للكثير من المناطق
 مثل مروي فاسمها القديم بيدوي او ميدوي (ملاحظ إقلاب الميم باء موجودة حتى في العربية مثل مكان ينطق بكان)
النقعة : تولكت
ابريم اسمها الحقيقي بدم
فرس او فرص اسمها القديم بخرست
صادنقا اسمها القديم أتيي
كما تعرف على بعض الالقاب بالمروية مثل:
بلموش تعني جنرال
بريت تعني وكيل
انت تعني كاهن
أبوت مبعوث او رسول
عمل الفرنسي كلود ريللي والامريكي كلايد ونترز على محاولة ايجاد معاني للكلمات المروية قدم ونترز العديد من الكلمات المروية ونجح في ترجمة عدد من النقوش من ضمنها اخر نقش كتب بالمروية للملك المروي البليمي خامدوي الذي كتبه في كلابشه وهذه بعض الكلمات التي تم فكها

ho ـــــــــ روح
kbـــــــ يرغب
tshـــــــ يحرق
rq, غطاء او مسوؤلية
tb, تأكيد
التصنيف
تم تصنيف اللغة المروية من ضمن عائلة اللغات النايلوصحراوية منذ قديم جداً وربما قبل ان تظهر نصف نقوشها الان حيث تم تبني التصنيف بناءاً على ان المعلومات التي استخدمت استعملت ابحاث زهلرز Zhylarz (1930) حيث تم استبعاد كل الاصول الاخرى بمافيها الاصول الافرواسيوية بالرغم من احاطتها بعوائل اللغات الافرواسيوية مثل لغات الحبشة والمصرية القديمة ولغة الببر الا ان التصنيف  استبعد الاصل الافرواسيوي لها لانها تفتقد الاصوات التي عرفت بها اللغات الافرواسيوية مثل الحروف الحلقية (ح.خ...) والطاء والعين رغم ان اللغة المروية بها حرفي خاء, حيث تم وضعها في عائلة اللغات النايلوصحراوية فرع اللغات الشمالية الشرقية بجانب اللغات النوبية ولغة التاما والنارا الا ان Kirsty Rowan يرى غير ذلك حيث يعترض على هذا التصنيف ويعتبر ان استبعاد الاصل الافرواسيوي لها تم بدون بحث واصبحت البحث عن المروية يتم وفقاً لانها من ضمن عائلة النايلوصحارى وذلك في ورقه تحمل عنواناً يحمل نفس القناعات او جاءت في شكل سؤال Meroitic – an Afroasiatic language  وحاول اثبات الاصل الافرواسيوي للمروية لكن ماهو متاح حاليا ويتم معه ان المروية من اسرة اللغات النايلوصحراوية فرع اللغات الشمال شرقية وانه لا توجد أي لغة افريقية تعتبر بنت للغة المروية او منحدرة منها او تطورت من المروية .
من المعروف ان اللغات قديماً كانت الكلمة بها ذات دلالات كثيرة وليست بالبساطة مثلما نستخدم الكلمة اليوم واللغة بالاساس هي حامل للوعاء الديني والثقافي فالمروية  يعتقد كلود ريللي انها استمرت في المخاطبة حتى في الفترة المسيحية والى القرن التاسع الميلادي حيث بدات الديانة المروية تذهب لتحل محلها المسيحية ثم بدأت الكتابة بلغات عديدة من ضمنها اللغة النوبية القديمة وكذلك القبطية واليونانية لكن مؤكد ان المروية نجحت بعض كلماتها في البقاء والدخول في اللغات الجديدة التي دخلت وادي النيل فغير المعقول الحكم باختفاء شعب كامل نتيجة ان لغته القديمه لا يتحدث بها احد فعادة الشعوب المتحضرة التماهي مع الثقافات الجديدة كون ان اللغات يسهم الدين في نشرها وانتشارها وبقاءها كذلك فظهرت النوبية في نهايات القرن السابع لانها لغة دين تبنتها الكنيسة بدعم من الرومان ثم العربية التي انتشرت في فترة دخول الاسلام
لكن تبقى الحقيقة ان المروية لم تختفي كلياً بل تحتاج الى قراءة من خلال منظور ثقافي من داخل البيئة التي عاشت بها اللغة المروية لان العنصر الموجود الان والذي سيسهم بلاشك في فكها هو العنصر الثقافي الحامل لميراث الاسلاف وهو لا يتوفر الا في انسان السودان المروي فهنالك الكثير من الثقافات التي يفشل في فهمها الاجنبي الذي لا يعرف هذه الممارسات والتي قد تكون في العهد المروي من اهم العادات التي كانت ترهق الكاتب المروي في تدوينها يومياً فليست كل المروية شواهد قبور بل المروية لغة مكتوبة ومخاطبة فلربما توقفت عن الكتابة والنطق كذلك لكن شعبها الذي كان يتحدثها مؤكد ان اسلاف لسودانيي اليوم ..




المسمى كوش

المسمى كوش/كاش/كاس والدلالات التاريخية للاسم

كوش بهذه الكيفية لفظ اشوري جاء في نقش اشوري مرتبطاً بالملك الكوشي تهارقا (تاركو ملك كوش) أخذه العهد القديم ومن ثم تبناه العلماء لوصف الحضارة التي قامت جنوب الصحراء في الرقعة المسماه وادي النيل الأوسط لكن الاسم باقدمية واصل لغوي هو كاس/كاش واحياناً يحذف الالف في بعض الكتابات .
 في رحلة النبيل حرخوف و في عهد الاسرة السادسة تصل الينا اقدم المسميات التاريخية لمناطق او قبائل سودانية ( كوش وراجت ووات ومدجا وكاعو ويام ) سامية بشير تاريخ الحضارات القديمة ص 134
فاقدمية كوش لا جدال فيها فقد وردت اول ما وردت في لوح الملك سنوسرت الاول 1971 ق.م وهو اللوح المعروف بلوح فلورنسا 2450 وقد جاء من بوهين يصور اللوح الملك سنوسرت وهو يخاطب الاله مونتو بقوله ( لقد احضرت كل البلاد التي في تا خنتي ايها الملك الطيب وقدم عشرة اسرى يمثلون مناطق من ضمنها كوش ( تكتب كاش او كاس) . ومعها مناطق سودانية اخرى صمتت عنها المصادر واختفت في مقابل استحواذ المسمى كوش جغرافيا واثنياً مع ظهور مسميات تستخدم في النقوش للتدليل على كوش نفسها ففي مراسم التتويج يستخدم الملك احدى ثلاثه مسميات (كوش او تاسيتي او تانحسو) .
 اصبح إسم كوش طاغي تاريخيا ليعبر عن مملكة كرمة قديما.
 من الجانب الكتابي اصبحت كرمة هي التي ظلت تعرف في الكتابات المصرية بكوش التاريخية جانب من هذه الاثباتات اثبتها رايزنر نفسه (ص 554-541) وكذلك برستد في كتاب
 Ancient Records of Egypt (vol 1 &2 ) 1906
ومن جانب ثالث في منشورات متفرقة مثل الواح الملك كاموسي في عمليين للاستاذ سميث  1906 ومثل ما يعرف بنصوص الابعاد في مقال بوسنر 1958 م وغيرها مثل رساله الدكتوراة للبروف اوكونور ورساله الدكتوراة لمبارك بابكر الريح وكذلك مقال هنتزة
 فمن خلال قبور لمصريين اكتشفت في بوهين واخرى في مصر وجدت كتابات لموظفيين انهم كانوا في خدمة الملك الكوشي ندح وكذلك كتابات لموظف يذكر انه خدم باخلاص لمدة ست سنوات في كوش
توسعت كوش حتى مدينة ألفنتين ففي لوح الملك كاموسي نجد اجتماعه مع مستشارية وهو يبدي انزعاجه من تقدم الكوشيين وهو يذكر عدم ارتياحه لوجود ملكيين قويين احداهما افاريس والاخر في كوش وكل يقتطع منه جزء.
 طلب الهكسوس من ملك الكوشيين معاونته على القضاء على حكم كاموسي وهذا يوضح قوة كوش كرمة العسكرية ففي رساله مرسله من ملك الهكسوس الى ملك كوش تم ضبطها من قبل جواسيس الملك كاموسي, نقرا فيها:
من ملك افاريس اوسر رع بن رع ابو فيس تحية الى بن ملك كوش .لماذا لم ترسل لي بخبر اعتلائك العرش ألم ترى ما فعله كاموسي ضدي الى عبارة لن اسمح لكاموسي بالعبور الا بعد وصولك انت وعندئذ سنتقاسم المدن المصرية فيما بيننا وستملأ الفرحة أرض كوش)
في وقت لاحق اشارت المصادر الفرعونية الى اسم كوش باستمرار في سياق الحديث عن نائب للفرعون هنالك
أيضاً ظهر استخدام المسمى " كوش " في نقوش متعددة في الدكة وفيلة يصف اصحابها انهم يعملون " في خدمة ملك كوش " ..!! أنظر ( ايدي واخرون فيلة 41 ، 421 1998م
في فترة نهضة الكوشيين في نبته ظهر الاسم كوش بقوة في نقوش ومسلات ملوك نبته
وبالذات عند ملوك الاسرة 255 الكوشية واقوى ملوكها العظيم بعانخي ففي نقش بعانخي (Piye) من معبد أمون في نبته (٧٤٧ قبل الميلاد)
 يذكر النقش الذي كتب بالهيروغليفيه عن نبوئة آمون لبعانخي بحكم كمت منذ كان في رحم أمه. وعن تتويج بعانخي بتاج الكوبرا المزدوجة (كنايه عن حكم مصر العليا والسفلى). الطريقه التي كتب بها هذا النقش تؤكد كتابه هذا النقش قبل نقش النصر الشهير لبعانخي. يظهر هذا النقش طموحات بعانخي بحكم كمت وإخضاع قبائل الليبو والما, ففي نص هذا النقش و خاصه في السطر رقم ٣، يذكر بعانخي بأنه قد وسع كوش وصنع الخوف في حكام كل المناطق المجاوره لكوش. اما العظيم تهارقا بن بعانخي  ففي نقش جداري له في معبد آمون في الكرنك (بيريستايل شمال بايلون ٦) - (تقريباً من ٦٧٤٤ قبل الميلاد) يذكر كوش ايضا حيث يبدأ تهارقا في هذا النص بالتعبير عن وجهه نظره والتضرع لآمون الذي أعطاه المُلك. ويذكر في السطر رقم ٨، "إسمح لي بأن أحضر لك من تانحسي..كوش (كش)." وفي هذا السطر يبدوا جلياً إستدلال تهارقا بموطنه ومملكته تا نحسي و كوش .. المصدر (FHN )
ثم يتواتر ذكر كوش عند الملك " اسبلتا ( 593 ــ 5688 ق م ) في نقش لوح الانتخاب الشهير .. يذكر اسبلتا في السطر 12 معبوده امون بأنه ( اله كوش منذ عهد رع ) ..!!
.
ويذكر كذلك سطر 22 ( تيجان وصولجانات ملوك كوش ) ..!! ويشير اسبلتا كذلك في لوح الوقف " نقش الاميرة مايقان " في السطر 7 عن ( كاتب كوش ..) الخ . راجع ايدي  Eide ,hov,k 1994 K 237 &241 .
.
يتكرر ذكر اسم " كوش " باعتبارها المسمي الاصلي عند الملك حارسيوتف في نقشه السطر الاول ( اخت الملك ، أم الملك سيدة كوش تسما نفر ) أما الملك نستاسن فهو يتحدث عن الام الملكية " بلخا " بقوله (سيدة كوش ) ، أيدي وأخرون 1966 ص 439 ، 472 .
.
 تواتر الاسم كثيراً بذات اللفظة وليس غيره في كثير من الوثائق المروية الاخري مثلما يظهر في نقش الحماداب للأمير " أكني داد Girffith " 1917 ، 161 & ايدي واخرون 1996 ، 72 .
يتواتر ذكر المسمى " كوش " في الوثائق الخارجية الاشورية حيث يشير الملك الاشوري اسارحادون في حولياته 680 ــ 669 ق. م الى اسم كوش في قوله ( تارقو ملك كوش )، ريتشارد  Pritchard 1955 – 292 وكذلك W.Budge. the Egyptian Sudan 11.p. 39.))
.
اما الكتاب المقدس في سفر الملوك الثاني 9 ، 19 وسفر اشعيا 37 ، 8 ـ 9 فقد أورد أسم كوشصراحة بهذا المسمى مرتين .
.
كذلك ورد اسم على كوش في نقش الملك الاكسومي عيزانا بن اميدا ملك مملكة اكسوم والذي ترك نقشاً عن هجومه  على مملكة كوش مروي حيث اطلق عليها اسم (كاسو ، كاسيو ) للاشارة للارض مرة وللشعب مرة اخرى Arkell. Op. cit. pp. 82 – 171,33.
لم يتوقف دلالة المسمى عند ذكره في النقوش فحسب بل اخذ عدد من ملوك كوش اسماؤهم نسبةً للاسم الاصلي للبلد كوش فنجد راس الدولة النبتية ووالد بعانخي (شقيقه الاكبر) الملك كاشتو مكون اسمه من مقطعين كاش تو وتعني حرفيا الكوشي(عبدالقادر محمود) وكذلك الملك المروي تكريد اماني يلقب بافئدة كوش (اسامه عبدالرحمن النور)
وحتى الملك الكوشي الشهير اركماني كان يحمل لقب (الكوشي الذي أتى مع الإلوهية)

ورود الأسم كوش في التوراة للاشارة لشعوب افريقيا جميعها امر غير علمي و تفنده المصادر الاثارية الموثوقة فكوش لم تكن تشمل افريقيا كما جاء في التوراة بان كوش هو بن حام اخو مصرائيم فحتى ملوك كوش مثل بعانخي قد ميز نفسه عن الشعوب المجاوره له مثل الشعوب الليبية او قبائل الليبو بل نجده يذكر في نقشه انه قد وسع كوش وصنع الخوف في المناطق المجاوره لكوش فكوش قد تكون اسم شخص ذو قيمة قديما وتبنته المنطقة مثلما تنشأ القبيلة او أي شي لكن مؤكد ان كوش هي السودان ( الى اسوان) الى حين ظهور ادلة جديدة تؤكد انتشار كوش لمناطق اخرى
كما ان الاسم كبينة اثارية لا يوجد ما يشير الى ارتباطه باللون الاسود او أي لون اخر
.

الخميس، 27 أبريل 2017

أسماء السودان منذ أقدم العصور وحتى العصر الحالي


عبد الله شم
 (المقال مستمد من عدة مصادر):-

سنحاول في هذا المقال إجمال المسميات القديمة للسودان الحالي وفق ما عندنا مصادر لهذه المسميات تاسيتي::- يعتبر هذا الإسم 

أقدم اسم على الإطلاق وكلمة تاسيتي تعني أرض القوس المنفرد ( بعضهم ارجعها لإنحناء النيل) وهي تأتي للإشارة لأول نظام 

ملكي في وادي النيل كلها وقد أكتشفت هذه المملكة بواسطة البروفيسور بروس وليام ويرجع تاريخها للالفية الرابعة قبل الميلاد 

ووجدت في مباخر جباناتها الرموز الاولى للهيرغلوفية خصوصا الجبانة L و]واوات ويام وكاعو وارجت وحكاو والساتجو 


وغيرها من اسماء المناطق ورد بعضها في رحلات حرخوف في نقش للملك الرابع في الاسرة السادسة مري ن رع للإشارة 

للشعوب التي تسكن السودان الحالي, إختفت هذه المسميات فيما بعد ليظهر إسم كوش محتوياً كل هذه المسميات داخله ويأتي اسم 

كوش للإشارة لمملكة كرمة في كل الكتابات القديمة (كرمة اسم حديث وترجع التسمية لان اغلب اثار المملكة وجدت بها) التي 

قامت في الفترة (2500-1500ق.م) والاسم الصحيح هو كأس او كاش بينما لفظ كوش هو لفظ أشوري تبناه فيما بعد الكتاب 

المقدس بديلاً عن كلمة كوش وتم تبنيه من بعد من قبل علماء الاثار والتاريخ واللغة لدراسة التاريخ في سودان وادي النيل 

الأوسط اثبت عدد من العلماء ان كوش القديمة هي كرمة الا ان بونيه من الداعيين الى ان كرمة كان اسمها يام كوش  في 

نصوص الدولة القديمة ورد اسم إرم وحاول بعض العلماء مطابقته بالاسم يام الا ان بعضهم راى لا مجال لمطابقة الاسميين فهما 

مختلفيين وتظل إرم منطقة اخرى من ضمن المناطق السودانية القديمة . إستمر اسم كوش في الظهور واختفى اسم يام لنجد كوش 

عبارة عن مملكة قوية يطلب مساعدتها الهكسوس وكذلك نجد عشرات النقوش التي تذكرها وظهر اسم كوش بقوة في عهد الدولة 

النبتيه حوالي القرن التاسع قبل الميلاد وملوك الاسرة 25 الكوشية حيث ظل ياخذون اسماؤهم و يعرفون أرضهم وشعبهم بكوش 

(كاس) بدءاً من مؤسس الاسرة 25 التي حكمت السودان ومصر كاشتو الذي يعني إسمه الذي من كوش او الكوشي, و كذلك 

بعانخي وتهارقا واسبلتا في نقوشهم واستمر الإسم في عصر مملكة مروي حيث يظهر في نقوش ملوك مروي كذلك وتأخذ القاب 

ملوك مروي المسمى كوش مثل الملك تكريد اماني الذي لقب بأفئدة كوش وكذلك جاءت الاشارة من خارج وادي النيل لشعوب 

السودان وأرضه بكوش مثلما ورد في المصادر الاشورية واليهودية, ايضا استمر إسم تاسيتي في الظهور خصوصا في عصر 

الاسرة 25 الكوشية . نحسيو :- النحسيو لفظ هيرغلوفي يعني الأسمر او الاسود ويأتي دائماً مربوطاً بكلمة تا التي تعني الأرض 

فيكتب تانحسيو وتزامن الاسم مع الاسم كوش وهو لفظ لوني واسع جغرافياً فنجد في بعض النقوش القديمة عبارة نحسيو من 

المدحاي ونحسيو من ارجت وهو ضمنيا مسمى لوني فقط . اثيبوبيا :- هذا اللفظ جاء في الكتابات اليونانية والرومانية بلفظ

 اثيوبياوالى سكانه بالاثيوبيين , لكنهم لم يقصروا هذه الإلفاظ على السودان وحده فقد استخدم الاغريق لفظ اثيوبيس وهو يعني 

في اللغة الإغريقية (ذوو الوجوه المحروقه او السمراء) للإشارة لشعوب سوداء أو سمراء لا تحدها حدود جغرافية , توجد في 

جنوب الصحراء في البلاد التي هي الان السودان , اثيوبيا , ليبيا , موريتانيا السنغال , تشاد الصومال ...الخ


 وحتى بعضها يوجد في قارة أسيا مثل الباكستان والهند ولكن كان يعرف ان اللفظ يقصد به كوش او السودان القديم حينما يرتبط 

الإسم بمملكة مروي او يأتي مقروناً باللفظ الروماني كانديس (كنداكة) أقدم ذكر لمسمى أثيوبيا كان عند هيردوت في القرن 

الخامس قبل الميلاد, إسم اثيوبيا لم يطلقه الكوشيون على أنفسهم ولكنهم إستمروا في الإحتفاظ بإسم كوش وتانحسيو في نقوشهم 

وحولياتهم حتى لأخر عهد مملكة مروي أخر مملكة كوشية . المسمى أثيوبيا حالياً تبنته اثيوبيا الحاليه فاثيوبيا الحالية لم تعرف 

باسم اثيوبيا إلا بعد القرن السادس الميلادي فاللفظ القديم لإثيوبيا الحالية هو الحبشة واهلها احباش ومصدر الاسم ليست اغريقي 

بل عربي فاللفظ اشتق من كلمة عربية جنوبية (حبشت) وهي قبيلة من جنوب الجزيرة العربية قد هاجرت لهذه الارض وسميت 

الارض عليها , علاقة الأحباش القدماء بهذا الإسم الشمولي لا يتعدى علاقة الوصف اللوني فقط. النوبة والبجا :- ورد اسم النوبة 

لإشارة لكوش من عند العرب وهو مسمى للارض و للشعوب التي كانت تسكن جنوب إسوان وهذا اللفظ أطلقه العرب للإشارة 

لكوش النيليه وللشعب الكوشي وذلك للإشارة لمملكة النوباتين او النوباديين نوباتيا أو المريس ليعمم بعدها رغم إن اللفظ أقدم من 

ذلك (حوالي القرن الثالث قبل الميلاد ) ولكنه لم يكن مرادفاً لكوش أو اثيوبيا النيليه وقتها  اما لفظ البجا فنفسه ورد قديما بصيغ 

أخرى مدجاي بليمز اما بالصورة الحاليه فورد في نقش عيزانا (360م) رفقة إسم النوبة ولكن يلاحظ في ذات النقش ظهور الاسم 

كوش بالصيغة كاسو كشعب مرة وكأرض مرة أخرى  إستمر إسم النوبة للإشارة في كتابات الرحالة العرب ليعمم كل الممالك 

المسيحية التي قامت في السودان النيلي (نوباتيا, المقرة, علوة), واختفت كل المسميات القديمة بمافيها الإسم الأصلي للبلد كوش 

إلا بوجود إشارة وحيدة كانت من قبل القس لونجينوس في القرن السادس الميلادي الذي وصف رحلته من مملكة نوباتيا إلى 

المقرة بالقول ( إرتحلت من مملكة النوباديين وإسمها نوباتيا إلى مملكة الكوشيين وإسمها علوة). السودان :- قد يبدو إن الاسم 

حديث وهو فيما يفهم يرجع للحكم التركي في العصر الحديث ولكن على العكس تماماً فهو أقدم من ذلك بكثير فهو لفظ لوني مثل 

لفظ أثيوبيا الإغريقي ولكن هنا اللفظ ذو أصل عربي صريح فنجد الإدريسي يقول (دنقلا تقع غربي النيل أهلها سودان ولكنهم

أجمل السودان وجها وحسنا) السلطنة الزرقاء ومصطلح عرب : عرب هو لفظ أثني قديم ولكن بالسودان الحالي كلفظ صريح جاء 

بعد قيام السلطنة الزرقاء وشيوع الإنساب العربية لكل القبائل السودانية بعد إنتشار الإسلام في السودان ثم إستمر الإسم في تبنيه 

من قبل قبائل كثيرة بعضها ذو أصل عربي والبعض مستعربه وسقط عن قبائل كثيرة تملك لسان أخر غير العربية ثم تم تبني الإسم

 فيما بعد في العصر الحديث مرادفا للسودان فيطلق على السودان دولة عربية مثلها مثل أي دولة عربية إخرى .